موظفون بلا وظيفة ..البلديات نموذج حي

هل سبق وأن حدتك الظروف وطوحت بك صروف الدهر إلى زيارة البلدية أو ما يسمى سخرية (بالبلى والأذية ) وتختصر بإسم (البلاذية) ..بسبب معاملة ما .. بناء .. ترميم .. رخصة الخ؟

وهل تمت خدمتك بالصورة المطلوبة وبسرعة أم تم (لطعك) و(تسحيبك) من مبنى إلى مبنى ومن دور إلى أخيه؟

أنا لست ضد البلدية كفكرة رائدة هدفها التنظيم والبناء.. ولكني ضد سخفاء الموظفين (في كل القطاعات الحكومية وغير الحكومية وخصوصاّ البلدية لأنهم كثر لا كثرهم الله) فتدخل عليهم وتسلم (وربما) لا يرد أحد .. تعيد ولا يرد أحد!! وتحتسب الأجر على الله ..وتقول في نفسك (ربما) القوم منهمكون في أعمالهم وخدمة مراجعين آخرين بل والتفاني في ذلك .. ولو دققت قليلاّ وأنصت لوجدت أنهم مشغولون (إلا ما رحم الله) بكل شيء غير خدمة المراجعين .. فمن الحديث عن المباريات إلى الأسهم إلى الإعداد لرحلة بعد الدوام أو في عطلة نهاية الأسبوع وهلم(جرجرة) من سخيف الكلام وحقيره.

رمى بي القدر مرة وذهبت إلى أحد موظفي الأرشيف ..وهو شخص سمين وغبي ووقح وهو عبارة عن نموذج مصغر لمبنى البلدية (عافني وإياكم) .. ذكرني بشخصية (نعمان) في برنامج الأطفال الشهير والقديم(افتح يا سم سم).

هذا الرجل الأرشيفي الذي عفن و(قطٌن) وطلعت رائحته ..داخل أرشيفه .. يظن نفسه من صناع القرار في البيت الأبيض حتى أنه قال لي وهو يخاطبني في (انتشاء) عظيم: ((هذا أرشيف ما هو لعبه)) فظننت أنني داخل مبنى (البنتاغون) ثم وجه لي كلاماّ أخر بكل فخر وهو يقول لي: هذا وكيل البلدية ( يترجاني) لاحظوا معي(يترجاني)!!! في أحد الملفات.. قلت في نفسي وأنا أكتم ضحكاتي :الله عليك ياهنري كسنجر (حجم عائلي)

المهم انتهت زيارتي المكوكية إلى البلدية وقد كلت عظامي من المشي والوقوف و(التسحيب) في هذا اليوم .. وأنا أسمع سخافات(نعمان) أفندي وهو يلعن ويسب كل مهندس وموظف يأتي على لسانه .. حقيقة أنه قام بمدح الوكيل مرة واحدة أمامي ..وأنا إلى الآن أجاري وأجاري في معاملة البلدية الأذية ..

وبالله المستعان وعلى الله التكلان .. ونهارك سعيد ياسعيد

توفيق الصاعدي