أشير هنا بأني اقتبست عنوان الموضوع من عناوين شتى، لمقالات متعددة أثارها المشككون في نسب حرب، وفي صحة وجود سالم ومسروح، وأنهم من أجداد القبيلة. وقد يبدو عنوان المقال غريباً بعض الشيء، أو مثيراً، أو مستفزاً. وليعذرني من يطلع على المقال من نقد العنوان، ولينقد مضمون المقال.



أولاً: نسب حرب:


يذكر المشككون في نسب قبيلة حرب العريقة؛ أن قبيلة حرب خليط من القبائل القحطانية والعدنانية. وهذا الوهم من أولئك المشككون في نسب القبيلة له أسباب ودوافع، لا تخفى عن عقل كل حصيف.

وباستعراض أقوال النسابين من القرن الرابع الهجري (201-300هـ) إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري (1201-1250هـ) نجد أن أولئك النسابون اختلفوا في نسب القبيلة على قولين:

القول الأول: أن قبيلة حرب قحطانية. وممن قال بذلك الهمداني، والكلاعي، والحميري، وغيرهم.

القول الثاني: أن قبيلة حرب عدنانية. وممن قال بذلك ابن حزم، وابن سعيد، وغيرهم.

وهنا يأتي دور الباحثين المحققين من أبناء القبيلة لترجيح أحد القولين عن نسب القبيلة، وهو ما قام به مشكوراً الباحث المحقق الأستاذ فائز البدراني في كتابه الموسوم: (فصول من تاريخ قبيلة حرب) فقد ناقش هذين القولين نقاش علمي محايد، ورجح بالدليل بأن قبيلة حرب قحطانية النسب.

ومما سبق نذكر بعضاً من الحقائق كما يلي:

1- أن أولئك النسابون اختلفوا في نسب القبيلة أما عدنانية النسب، وأما قحطانية النسب. ولكن وهو الأهم لم يذكر أحد منهم بأن القبيلة خليط في النسب من القبائل القحطانية والعدنانية، كما يروج أولئك المشككون.

2- أن دخول قبيلة مزينة العريقة وهي عدنانية النسب، مع قبيلة حرب القحطانية لا يقلل من مكانة القبيلتين. أو يطعن في صحة نسبهم، فالسواد الأعظم من قبائل حرب قحطانية النسب. ولا نعرف من القبائل العدنانية في حرب سوى قبيلة مزينة الكرام.

3- ظهور بعض الأدعياء من بعض أبناء قبيلة حرب، بانتساب فخوذهم، أو أسرهم إلى آل البيت، أو الأنصار – وهو حق مشروع لهم – غير أنهم مطالبون بإثبات صحة دعواهم. فكانت أول عقبة تواجههم شهرة واستفاضة فخوذهم، وأسرهم إلى قبيلة حرب. ولذلك انتهج البعض منهم التشكيك في صحة نسب قبيلة حرب إلى القحطانية، والادعاء بأن قبيلة حرب خليط من القبائل القحطانية والعدنانية، لإضعاف شهرتهم واستفاضتهم إلى قبيلة حرب.

وخلاصة هذه الفقرة أن قبيلة حرب خولانية، قحطانية النسب. تنسب إلى جدها حرب بن سعد بن سعد بن خولان. أما من قال بعدنانية حرب فهو وهم وقع به بعض النسابين.


ثانياً: سالم ومسروح:

يذكر المشككون في نسب قبيلة حرب العريقة، أن سالم ومسروح، ليس لهم وجود في نسب حرب. ويتسألون بكل بلادة عن صحة وجود سالم ومسروح. وهؤلاء قبل أن نبين لهم من هو سالم، ومن هو مسروح. نقول لأولئك المشككون:

1- من أين استقيتم قولكم بعدم وجود سالم ومسروح؟

2- هل بحثتم في مضان الكتب ولم تجدوهم؟

3- أذكروا تلك الكتب التي اطلعتم عليها ولم تجدوا بها سالم ومسروح؟

ونشير هنا إلى أن الجهل بالشيء لا يعني عدم وجوده.

وخلاصة هذه الفقرة أن المسألة فقط هي الطعن والتشكيك في نسب قبيلة حرب؟ بإلقاء السؤال من خلف لوحة الكيبورد بكل وقاحة، دون أن يكلف السائل نفسه بالبحث في مضان الكتب؟