التجارة الرابحة مع الله 2*
التجارة الرابحة مع الله.(2)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
،، مازال الحديث عن فضل عشر أيام ذي الحجة، وهي أيام خير وبركة وأزمنة فاضلة بل إنهن خير الأيام والعمل الصالح فيهن من خير الأعمال وأعظمها أجراً وأجزلها ثواباً،، فعن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم:،، ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة. قال: فقال رجل: يا رسول الله! هي أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله؟ فقال: هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب،، الحديث،ومن أفضل هذه الأيام على الإطلاق هو اليوم التاسع من هذه الأيام (يوم عرفة)،فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (،، مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ،،)، وقد أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- :إن رجلاً من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال : أي آية؟ قال:(،، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا،، ) قال: عمر رضي الله عنه، قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة،، ويوم عرفة يوم وقوف الحجاج بصعيد عرفات الطاهر، يوم تجاب فيه الدعوات، وتغفر به الذنوب، والسيئات، وتقال فيه العثرات، والزلات، وهو أحد أركان الحج، بل ركن الحج الأعظم، كما قال عليه الصلاة والسلام،، الحج عرفة،، والذي لا يتم الحج إلا به، ويكون في أشهر الحج، وهو اليوم التاسع من أيام عشر ذي الحجة، قال الله تعالى،، (،،، الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ،،،)،(،، لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ،،)،، ومن فضائل هذا اليوم أن الله عز وجل يباهي بعبادة الحجاج الملائكة،، جاء في الحديث الشريف،، (،،، مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ،،،)، ومع الحث على الذكر، والتهليل، والتحميد، والأكثار من ذلك، فصيام أيام عشر ذي الحجة مشروع، وآكدها، صيام يوم عرفة، لغير الحاج، وذلك لفضله، وأجره عظيم جدا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (،، أن الله يكفر بصوم يوم عرفة السنة التي قبله والسنة التي بعده،،)، وعندما سئل عليه الصلاة والسلام، عن صيام يوم عرفة قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )، فياله من فضل عظيم، وفرصة لا تعوض، أن تصوم يوم واحد فقط، ويكفر الرحمن الرحيم به سنتين، سابقة له، وملاحقة،، وأما الدعاء في يوم عرفة فهو خير الدعاء،،، وقد ذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله،له شرطا فقال(، وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،،بعده يعني: بشرط اجتناب الكبائر كما بينته الأحاديث الأخرى.).أخي المبارك رعاك الله، الهمة الهمة،أحزم الأمر، وأعقد النية الصالحة،وأحتسب على الله بالتوبة النصوح، وفي الجد والاجتهاد، في الأعمال الصالحة واستغل الأوقات الفاضلة، ولا تفرط بها فتضيع سدا دون فائدة، اجتهد بالصوم في هذه الأيام المباركة، وإذا فاتك شيئاً منها فأياك أياك أن يفوتك صيام يوم عرفة، والأكثار من الدعاء وكثرة النوافل، وطوبى لمن أجتهد بالعمل الصالح وقبل منه عمله، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وغفر الذنوب والخطايا، والسيئات، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك..
|