ظاهرة هروب العمالة.. على من تقع المسؤولية؟




واجه المواطنون أفراداً وشركات في السنوات الأخيرة مصاعب في الاستقدام لاتزال قائمة إلى هذا اليوم، كانت فيما يبدو نتاج سياسات غير مدروسة أدت إلى التضييق بحجة توطين الوظائف، لكن تلك السياسات التي لم تنجح في توظيف المواطنين خلقت أزمة في الداخل، أدت من خلالها الإغراءات التي يقدمها أصحاب الأعمال لاستدراج عمالة الأفراد إلى ظاهرة الهروب الكبيرة، وسط غياب كبير لأداء الأجهزة الأمنية المعنية، وكذلك ضياع المسؤولية بين وزارة العمل والجوازات تجاه من يعمل لدى غير كفيله، فقد نأت الجوازات بنفسها عن هذه المسؤولية ملقية بها على وزارة العمل، التي قالت إنها لا تملك الإمكانيات للسيطرة على ذلك!. وقد شهدت فترة التضييق على الشركات في مجال الاستقدام الطفرة الكبيرة للمشروعات الهائلة التي تشهدها البلاد، مما عزز من تلك الإغراءات التي أدت إلى هروب عمالة الأفراد والمؤسسات الصغيرة للعمل بشكل غير قانوني في شركات المقاولات على وجه التحديد برواتب تصل إلى ضعف رواتبهم لدى كفلائهم، فيما أدى تراخي أداء الأجهزة الأمنية إلى نشوء عصابات من جنسيات مختلفة لتهريب خادماتهم من بيوتهم لتشغيلهن لدى غيرهم برواتب مرتفعة، وكذلك لاستغلالهن في أمور سلبية، يأتي ذلك في وقت يغيب فيه تطبيق العقوبات على العمالة الهاربة، وعلى من يشغلهن، فيما بقي المواطن يتحمل ما ينص عليه النظام من عقوبات في مجال علاقته بمكفوليه.
وأشارت دراسة نشرت قبل فترة أن بعض العمالة من جنسية شرق آسيوية تتزعم عمليات الهروب، وتشكل قرابة ثلث العمالة الهاربة، وأوضحت الدراسة أن معظم العمال الهاربين من الجنسيات الآسيوية بلغت نسبتهم (62.2%)، حيث احتل البنغاليون المرتبة الأولى بنسبة بلغت (27.7%) في المائة، يليهم الباكستانيون بنسبة بلغت (14.4%)، ثم الهنود بنسبة بلغت (12.1%)، والفلبينيون بنسبة بلغت (2.1%)، والسريلانكيون بنسبة بلغت (1.6%)، والأتراك بنسبة بلغت (1.9%) في المائة، ثم النيباليون بنسبة بلغت (1.5%)، والاندونيسيون بنسبة (0.7%)، وأخيراً الأفغان بنسبة (0.2%).
وتبين من خلال الدراسة أن نسبة هروب الجنسيات العربية بلغت (35.4%) في المائة، حيث تصدر المصريون القائمة بنسبة بلغت (14.9%)، تلاهم السودانيون بنسبة بلغت (11.9%)، ثم اليمنيون بنسبة بلغت (5.9%) ، والسوريون بنسبة بلغت (1.5%)، والمغاربة بنسبة بلغت (1.1%)، وأخيراً الفلسطينيون بنسبة (0.1%). وجاءت الجنسيات الأفريقية في المرتبة الثالثة بين هذه الجنسيات بنسبة بلغت (2.3%)، وتمثلت الجنسيات الأفريقية في النيجيريين بنسبة (1.1%)، ثم الإثيوبيين بنسبة (1.1%)، وبينت الدراسة أن فئة الشباب مثلت أكبر نسبة للعمالة الهاربة (88.5%)، بينما بلغت نسبة ذوي المهن الدنيا (43.1%)، وتغلب على معظمهم الأمية بنسبة بلغت (46.5%) في المائة، كما تبين أن غالبيتهم من ذوي الدخول المنخفضة بنسبة بلغت (76.4%).