الموضوع: المحبطون!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم Feb-Sat-2011
مصمم
مبارك غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 فترة الأقامة : 5148 يوم
 أخر زيارة : May-Sat-2015 (03:46 PM)
 المشاركات : 0 [ + ]
 معدل التقييم : مبارك is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المحبطون!



والمحبطون ــ بكسر الباء ــ هم من يقفون أمام كل تقدم، أو تطور يسعى إليه الفرد، أو المجتمع؛ ولذلك فهم يضعون العقبات أمام كل من يعمل لتحقيق أهدافه حتى لو كانت في نظرهم مستحيلة.
وهم أناس ليس لهم عمل إلا التثبيط من عزائم وهمم الآخرين، وزرع مشاعر الإحباط واليأس. يصفهم أحد المبدعين بأنهم لا يرون الدنيا إلا من خلال نظاراتهم السوداء القاتمة، ولا يعجبهم شيء؛ فإن نظمت شعرا قالوا: «ركيك». وإن كتبت نثرا قالوا: «مفكك». وإن اخترعت اختراعا قالوا: «تقليد». وإن نشرت مقالا في صحيفة قالوا: «صحيفة مغمورة». وإن أتقنت هواية لاستثمار وقت فراغك قالوا: «فاضي». وإن تبوأت منصبا قالوا: «محظوظ». وأسعد الأنباء لديهم هي أخبار فشل الآخرين وسقوطهم، وتجدهم يستشهدون دائما بالمثل الشائع بينهم: ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، وهم أصلا لم يجربوا التحليق ولو مرة في حياتهم! وقس على هذا المنوال الكثير من عبارات التثبيط التي وأدت محاولات إبداعية في مهدها بسبب تعليق سخيف، أو كلمة غير موزونة من هؤلاء المحبطين.
وهؤلاء يعملون جاهدين للتقليل من شأن أي إنجاز. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ردة فعلهم وتشكيكهم تجاه ما وصلت إليه بعض الجامعات السعودية من تقدم في سلم التصنيف العالمي للجامعات، ووصفهم إياه بأنه بهدف الظهور الإعلامي! وما حققته جامعة الملك سعود بالشروع في تصنيع سيارة (غزال)، وكذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بتصنيع سيارة (أصيلة)، واتفاق الجامعة مع إحدى الشركات الكورية للتدريب والإنتاج، وتسويقها تجاريا، حيث لا يمكن تصنيعها بإمكانات وطنية 100 في المائة على الأقل في مرحلة البدايات، وهو عرف عالمي.
لقد كان من المفترض أن يدعم هؤلاء كل إنجاز مهما كان صغيرا، وذلك لأن الإنجازات العظيمة تبدأ دائما بخطوات صغيرة، وأن يؤجلوا إطلاق أحكامهم وإحباطاتهم حتى يتضح جليا ما ستؤول إليه هذه التجارب، والمشاريع، والإبداعات؛ سواء أكانت على مستوى الأفراد، أو المؤسسات، أو المجتمع بشكل عام.
ويصف أحد خبراء علم النفس مجتمعنا بأنه مجتمع «تحبيطي» لا يشجع على الإبداع، أو التميز؛ حيث يبدأ التحبيط من الوالدين في المنزل، ومن التربويين والمعلمين والأساتذة في المؤسسات التعليمية، قبل أن يمتد ليشمل البيئة المحيطة، ولذلك فلا غرابة أن نعاني من شح في عدد الموهوبين، مقارنة بالمجتمعات الأخرى، على الرغم من مبادرات رعاية المبدعين على المستويين الرسمي والاجتماعي.
* كلمة أخيرة:
الإحباط أقصر الطرق للفشل.

كتبه : د. محمد محمد الحربي
* جامعة الملك سعود ــ كلية التربية




رد مع اقتباس