عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-Fri-2011   #2
مؤسس المنتدى( 0504464282)


الصورة الرمزية فهد محمد بن ناحل
فهد محمد بن ناحل متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Mar 2007
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (04:46 PM)
 المشاركات : 22,878 [ + ]
 التقييم :  9080
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الكرامة والحماقة
ويطرح «محمد أحمد السعيد» -موظف قطاع خاص- سؤالاً في البداية: ما هي الحدود الفاصلة بين الكرامة الشخصية وبين التسلط والعنف..؟، ويجيب على السؤال بقوله: «في اعتقادي أن الكثير لديهم حالة هروب جبان من التصرف الحضاري، وتحمل المسؤولية، وإقامة علاقة حميمة مع الآخرين؛ فيجعلون مسألة الكرامة شماعة للتسويغ وتبرير أخطائهم، وتغطية حماقاتهم التي يمارسونها مع الناس، فيرتكب الواحد منهم تعالياً، أو يمارس إذلالاً مع أصدقائه؛ بحجة حفظ كرامته، وهذا نقص معرفي، وشعور بتفوق الآخرين في مكان «ما»؛ ولهذا فإن الكرامة الشخصية شيء شفاف جداً في تحديد ماهيته، وعناصر أطره، مشيرا ًإلى أن الكثير لا يعرف الفرق بين حدود الكرامة والحماقة، ويختلط الأمر عليهم فتتحول حياتهم إلى تصجر وجفاف في العلاقات.
قائمة الممنوعات
وتقول «أم مهند» لقد أرهقني زوجي بممنوعاته التي تنقص من كرامته كرجل؛ فكل شيء ممنوع حتى استمد منه أبنائي الصغار هذه الصفة، وأصبحوا كذلك مع أخواتهم اللاتي يكبرنهم؛ فعند ذهابهم معنا للتسوق لا نعود للبيت إلاّ بمشكلة تنتهي بتدخل رجال الأمن في ذلك السوق، فأي نظرة من أحدهم لأخواتهم في السوق -وإن كانت عابرة- لابد من أن يعاقب صاحبها بالضرب والركل دون أي نقاش، فكرامتهم لا تسمح لهم بذلك، حتى النقاش مع البائع ممنوع والذهاب لمطاعم السوق ممنوع، لذا فضل بناتي توصية صديقاتهن في الجامعة لإحضار مستلزماتهن فهذا أرحم حالاً من الذهاب مع إخوتهم

سلاح ضد الزوجة
يقول «خالد العلي» -موظف حكومي- إن الكرامة شيء نسبي، ولا يجب أن تتواجد «الكرامة» في كل أمورنا، وعلاقاتنا، وأن نوظفها من أجل خلق الخصومات، والتحديات، وتصفية الحسابات، وتكون حاضرة بشكل مكثف عند رغبتنا في تمرير بعض الأشياء أو الممارسات؛ فنأخذها سلاحاً نشهره في وجه الزوجة عندما يكون الأمر خاصاً بمتعتنا، كأن يكون الشخص مدمناً على السهر مع أصدقائه بعيداً عن المنزل والأولاد، وإذا طلبت منه زوجته وقتاً صرخ «كرامتي ما تسمح أن تتحكم في أموري امرأة»، وهنا تكون الكرامة حالة تواطؤ تافهة ومفضوحة مع الهروب من المسؤولية، مؤكداً على أن الكرامة هي أن تحفظ قيمتك، وتمنح هذه القيمة للآخرين.
غياب المفاهيم
وترى «غادة الشامان» -أخصائية اجتماعية- أن الكرامة هي أغلى ما يملكه الفرد سواء رجلاً أو امراة، ولكنها تظهر كثيراً عند الرجل نظير مغذيات عديدة استمدها منذ الصغر؛ فهي بمثابة «خط أحمر» يمنع من تجاوزه؛ تمثّل قوة معنوية له، وترفض التنازل أو الاستسلام، وقد أخذت منحى آخر يتعذر به الرجل دون تقييم مناسب للموقف؛ نظراً لغياب مفهوم الاعتذار والاعتراف بالخطأ الذي يعتبره البعض ضعفاً ومنقصة لكرامته، فالزوج قد لا يعترف لزوجته بخطئه ظناً منه انه ضعيف، والحقيقة أن الاعتذار الصادق كفيل بتعزيز الثقة بالنفس، وإيضاح الخطأ ومعالجته بشكل غاية في الرقي والسمو الأخلاقي.وقالت: «إن ثقافة الاعتذار غائبة عن مجتمعنا، فالسطوة الذكورية تأبى الخضوع والانكسار بحسب مفهومها؛ لذا نحتاج لإعادة النظر في بعض المفاهيم والعادات التربوية منذ الصغر».وأضاف: «أن على المرأة أن تتفهم طبيعة زوجها؛ فهناك أسس تربوية لابد أن تعيها المرأة حتى تساهم سلوكاً في تقوية الرجل؛ لذا لابد أن تعرف متى تتسبب بسلوكها في إضعافه والعكس، فالمساس بالكرامة يختلف طابعها من شخص لآخر، فما يراه احدهم انه مهين ومس بكرامته لا يراه الشخص الآخر كذلك؛ فهي تختلف على حسب ومفهوم الشخص للإهانة، وحسب تقبلها؛ فقد يهين شخص شخصاً آخر عزيزاً لكن للعلاقة التي تربطهم قد تمر هذه الاهانة، وقد تكون اهانة كبيرة قد لا يحس بها ناطقها لأسباب انفعالية».وأشارت إلى مقولة إحدى الكاتبات «أن معظم المواقف الحادة تؤخذ ضد الآخر؛ لأننا نعتقد أن خطأه أهان كرامتنا ونحن في حال دفاع عنها، بينما الحقيقة أن كرامتنا بأيدينا وليست بأيدي الآخرين، وعزتها أو العكس مرتبطة بتصرفاتنا نحن وليس بتصرفات من حولنا مهما كان قربهم أو بعدهم عنا، وقد شكلت لنا قضية الكرامة عقدة نفسية بالغة التعقيد ولو شخصنا الحالة بدقة أكثر ووضعنا كل شيء في مكانه السليم لعلمنا أن كرامتنا مصانة طالما كانت أخلاقنا زاهية».



منقول جريدة المدينة


 

رد مع اقتباس