منتديات بني سالم ومسروح

منتديات بني سالم ومسروح (http://www.j44j.net/vb/index.php)
-   الدكتور مرزوق صنيتان بن تنباك (http://www.j44j.net/vb/forumdisplay.php?f=476)
-   -   عن التعليم والتربية مرة ومرات ( الدكتور مرزوق بن تنباك) (http://www.j44j.net/vb/showthread.php?t=16924)

فهد محمد بن ناحل Mar-Tue-2015 06:31 PM

عن التعليم والتربية مرة ومرات ( الدكتور مرزوق بن تنباك)
 
عن التعليم والتربية مرة ومرات


30 صفر 1436 - 23 ديسمبر 2014

كتبت عن التربية والتعليم وكتب غيري وسأكتب مرة أخرى ويكتب غيري عددا كثيرا من المرات، لأن التعليم ليس قضية فرد ولا قضية المسؤولين عنه والمكلفين به وبتطويره والتخطيط له، التعليم شأن أهم من كل ما كتب وأهم من كل ما سيكتب ولن يمل أحد من تكرار الحديث عن التعليم من كل جوانبه عن خططه وعن معلميه وعن طلابه ومناهجه وعن حاضره ومستقبله لسبب ليس بسيطا بل هو مركب أشد التركيب ومعقد كل التعقيد، ذلك أن التعليم لا يخص القائمين عليه ولا المسؤولين عنه، التعليم شأن عام يخص كل الناس ويخص الوطن كله ويخص المستقبل للدولة وللأمة، كتبت في أول أعداد هذه الجريدة عن عدد المرات التي حاول المسؤولون عن التعليم تطويره وقلبوا الأفكار واستعانوا بأهل المعرفة والخبرة وأهل القدرة ومن يظنون عنده ما يفيدهم ويساعدهم وهم معذورون في كل محاولة ومشكورون على كل جهد بذل.
وقد ذكرت في مقالي ذاك مراحل ثلاثا جوهرية جربها المكلفون بتطوير التعليم، وفي كل محاولة ينتكس التعليم ويعود إلى المربع الأول، ولن أعيد ما ذكرت، ولكن قرأت حديثا مقالات وسمعت عن محاولات جديدة آتية بتصورات وخطط واقتراحات غير ما سبق من المحاولات والخطط والاقتراحات وغير ما جرب من عدد من المرات.
وأفضل ما قرأت عن ما يفكر به المسؤولون عن الاستراتيجية القادمة وملامح تصورها مقالة نشرها في جريدة الحياة الأستاذ الدكتور أحمد العيسى صاحب كتاب تطوير التعليم، وهو رجل له خبرة في التعليم وله اهتمام ورؤية حيث مارس التعليم وعرفه وألف فيه، وفي مقالته تلك ذكر ملامح المحاولة القادمة، وهي تتمحور حول أن يقسم التعليم إلى ثلاثة تخصصات، يعطى كل تخصص مواصفات ومفردات تميز كل تخصص عن غيره، ويقسم الطلاب على هذه التخصصات أو المسارات كما تسمى في بعض مراحل التعليم.
من حق وزارة التعليم والتربية أن تبحث كل الوسائل الممكنة وما تراه يصلح لطلابنا ويصلحهم وهو ما يجب أن تقوم به بين حين وآخر، وأن تجد في تجارب الأمم التي سبقتنا بالتعليم ما يصلح أن تستفيد منه وتأخذ ما يناسب الحال، وأمامها تجارب أمم، ولا داعي لاختراع العجلة من جديد، وأعرف أنها حاولت الاستفادة من أكثر التجارب نجاحا في العالم ولم تستطع أن تجني الفائدة الكاملة ولا أن تحصل على النتائج المرجوة.
التعليم العام لا يجوز أن يجزأ بهذه الحدية القاطعة التي تحدد لكل مجموعة من الطلاب تخصصا مبكرا يسلكونه أو يفرض عليهم السير فيه وتلزمهم به وهم لا يزالون في مراحل مبكرة من الدراسة وفي عمر صغير لا يمكنهم من حسن الاختيار ولا تتضح فيه ميولهم ولا تمتحن قدراتهم ويوضع مستقبلهم بالنيابة عنهم ولم يعطوا الوقت الكافي لتحديد رغباتهم وقدراتهم، وهذا لا يحقق الهدف الذي يرجى من العملية التعليمية، والأخطر من كل ذلك أن هذا التصنيف سيصادر حرية الاختيار لمن يوجهون من الطلاب إلى أي مسار لا يريدونه ولن يكون هذا التصنيف منصفا ولا عادلا. ولا سيما أنه من الصعوبة بمكان أن تختار الفئة المناسبة التي تصلح لهذا التخصص أو ذاك.

فهد محمد بن ناحل Mar-Tue-2015 06:35 PM

أشك أننا نتعافى من أمراضنا ( الدكتور مرزوق بن تنباك)
 
أشك أننا نتعافى من أمراضنا


24 محرم 1436 - 18 نوفمبر 2014


المرض ليس فقط ما يصيب الجسد ويذهب به أو يتعافى منه بل الأمراض كثيرة تعتري الناس في معارفهم وفي قيمهم وفي أخلاقهم وفي معاملاتهم فيما بينهم وفي أماناتهم وفي علاقاتهم الخاصة والعامة وفي مذاهبهم ومناحي حياتهم وكل مرض من هذه الأمراض الذي تصاب به الأمم يحدث له مواصفات وحالات ومستويات أشدها وأخطرها الأمراض السارية والأوبئة القاتلة التي تنتشر على مساحة واسعة من امتداد الوطن في هذا الوقت.
ولا شك أن أخطر وباء نواجهه اليوم هو وباء البغضاء والكراهية ليس بين الأفراد فهذا شأن خاص لا يخلو منه مجتمع مهما كان لونه أو جنسه ولا شكل مذهبه أو دينه، لكن الوباء الذي نعيشه هو وباء الطائفية التي تكون فيها البغضاء والعداوة عامة وشاملة وما يترتب عليها من قطيعة تعود أسبابها إلى موروثات اجتماعية لا يكون للناس فيها يد ولا خيار، يولدون وهم يحملون هذه الأفكار والمعتقدات يورثها الأب لأبنائه دون أن يكون له خيار فيما ورث ولا خيار فيما يجب أن يفعل.
لا شك أن الطائفية بلاء ووباء يفتك بسلامة المجتمع وينال من صحته وعافيته ويقوده إلى أرذل الأعمال وأقساها ولا يستطيع التخلص منه إلا من رحم ربك وهم قليل، وهذا المرض وإن كان قديما في الموروثات الفكرية وفي تاريخ الإنسان إلا أنه كان في القديم شأنا خاصا بين فئة قليلة من المجتمع هم في الغالب أهل الاختصاص وأهل الرأي ومن يتعلق في أمور الدين بسبب وتصبح الخصومة الطائفية في محيط أهل الجدل المذهبي أو الديني، أما العامة من الناس فقد كان الأمر لا يهمهم كثيرا وإن اتبعوا هذا المذهب أو ذاك.
أما الجديد في مرض الطائفية وما تسببه من مصائب ونكبات وما تقود إليه من تشتت وافتراق في الوقت الحاضر فهو تعميمها ووضعها شأنا عاما يهتم به ويتحدث عنه عامة الناس قبل خاصتهم، ويحدثك عنه ويفتيك فيه من لا يعرف مبادئ مذهبه الذي يؤمن به فضلا عن الحكم على مذاهب الآخرين والآراء.
أشعل الطائفية بين الناس وشب وقودها قوم ملئت نفوسهم حقدا أعمى وعداوة وبغضاء ورغبات حمقاء تدفع المساكين وضعفاء العقل والدين إلى هذا المنحدر العميق من التناحر لغرض لا يخدم غير مصالح شخصية ضيقة مجرمة محرمة أو أغراض سياسية حملت جرثومة المرض القاتل واستطاعت نشرها في الهواء الذي يستنشقه الناس ويتنفسونه ويشربونه مع الماء ويأكلونه مع الدواء والغذاء حتى صار الحديث عن المذاهب والفرق والحكم عليها وليس لها جدلا لا ينقطع بين أهل الرأي الواحد ضد خصومهم من أهل الآراء الأخرى، سكت صوت العقل وصوت العلم وصوت الحق، وغاب الرشد وانطلقت ألسن العامة والدهماء من الناس وتحدثت بالافتراء والكذب وسوء الأدب مع الله قبل الناس، وفقدت الأمانة واستغل الدين وساء الخلق، تحول الناس كل الناس إلى أصحاب طرق وعلماء مذاهب وحماة لرأي الفقيه الذي سمعوه ولم يعرفوه ولا يريدون أن يخالفوه.
الذين يغذون الطائفية فئة توظف أهواءها لأغراض لا تفصح عنها ولا تريد الوضوح فيما تغذي وفيما تدفع إليه، تهدف لوضع السموم القاتلة في لحمة المجتمع، أرجوكم ابتعدوا عن دعاة الطائفية أبعدهم الله وأبعد من يأخذ عنهم أو يسمع لهم ووقاكم الله مكرهم وشر ما يدور في نفوسهم.


الساعة الآن 04:06 AM.

IPTEGY.COM® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Powered By iptegy.com.

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]