الموضوع: ماقبل النقطة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم Jul-Sun-2011
ضيف
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 19858 يوم
 أخر زيارة : Jan-Thu-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ماقبل النقطة



الشَّوَارِع كَالنّاس ، شَوَارِعُ ذكيّة وأُخرى غبيّة ، شَوارِعٌ آمِنَة وَ شَوارعٌ خائِفَة ، شوارعٌ مُثَقّفَة وأُخرَى لا تَقْرأ ولا تَكْتُبْ ! شَوارعٌ عَاقِلَة وَشَوارِعٌ ( صَايعَة ) ، مُنْغَلِقَة وَ مُنفَتِحَة ، غنيّة وَفقِيرَة ، أمَاميّة وخلفيّة !
***
والشّارِعُ السُّعُودي ( شَارِعٌ عاطِفيّ ) ، ليسَ لأنّهُ يَبْكِي عَلى وَقْع الخُطَى وهيَ ذاهِبَةٌ للمَقْبَرَة وَيرقُصْ عَلى وَقعِهَا وهي عائدَةٌ على صوت ( نجوى كَرَم ) !
بل لأسبَابٍ أكثَر وأهَمّ من ذلك .. أوضَحُهَا وأفضَحُهَا ما تناقَلَهُ ذلك الشّارِع في الأيّام الفائتَة ، حكايَة الرِّسَالَة المُزَوّرَة التي كَتَبَهَا أحد المُغرِضين على لِسَان أُمّ ( معتقلٍ وَهْمِي ) !
شَارِعُنا الطّيّب الحَبُّوب تلقّف تِلكَ الرِّسَالةَ بالأحْضَان دون أن يَعِي مُحْتَوَاهَا ، دُون أن يفهَم مضمُونَها ، قَبل أن يتمعْنْهَا ويفهَم ماذا يُريد كاتبها أن يَقُول ، فضلاً عن انتِبَاهِه إلى أنّها مزوّرَة ، فجُرعَة العاطِفَة فيهَا لم تَدَع لَهُ فرصةً لينتبه لميكروبات العَدَاء والكراهيّة تِجَاه كُلّ شيءٍ كان يَجِب عليه أن يُبادِلَهُ المودّة والتقدير والاحترام ، ليس لهذه الدرجة فقط بل إنّ بعض أجزاء ذلك الشّارِع كانت تُدَافِع عن ذلك المُعتَقَل الوَهْمِي وكأنّها تعرفهُ وتعرِف قضيّته عِزّ المَعرِفَة ! حتّى أعلِن وأكّد المُتَحدّث الرسمي لوزارة الداخليّة أن لا وجود لمعتقلٍ بذلك الاسم ! ياللعاطِفَة العمياء التي فِي جُزءٍ منها تُشبِهُ ذلك الأعمى ( الحُبّ ) !
هذه الصِّفَة لشَارعنَا هِيَ مَا لَعِبَ على وترها كاتب الرّسالة الخَبيث .
ليأخُذ شارعنا الطّيّب إلى ضِفّة الجَاني ضِدّ المجني عليه ، ليبكي مع القاتِل لا المقتُول ، لينحاز للخطأ ضِدّ الصَوَاب ! شيءٌ مخيف حقّاً !
فماالذي حَدَث ؟!
هل نحنُ أمام جيلٍ ( فيسبوكيّ ) « كلمة تودّيه وكلمة تجيبه « ؟!
أم أنّنا أمام جيلٍ «ملخبَط « ؟! مفهُوم الصّح لديه تشربَك بالخطأ !
أم أنّ هذه هي ثقافة وَ وَعْي ( الوجبات السريعَة ) أم و أم وأمْ .... ؟!
***
لِنَدَع كل ذلك جانباً ياشارعنا الطّيّب ، يامن تُحِبّ الخَيْر وتختار الحُبّ ، يامَن يرتَفِعُ في جُنباتك صوت الحَقّ ، يا مَن لا زلت محتفظاً بهويّتَك الإسلاميّة ، يَا مَن ولاة أمرك يخافون الله فيك ، يا من تحسُدُك كل شوارع الدنيا على نعمة الأمن والأمان الذي تنعم فيه ، يا مَن لم يُخلَق مثلُكَ في البِلاد ..
( خلّيك صاحي ) !


كتبه : خالد بن صالح الحربي




رد مع اقتباس