عرض مشاركة واحدة
قديم May-Sat-2010   #2
مؤسس المنتدى( 0504464282)


الصورة الرمزية فهد محمد بن ناحل
فهد محمد بن ناحل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Mar 2007
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (10:08 PM)
 المشاركات : 22,876 [ + ]
 التقييم :  9080
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أهم القضايا التربوية والاجتماعية التي تواجه مجتمعاتنا هي «التربية الاستهلاكية» حين تؤكد على القيمة السلبية والتبعية على حساب المشاركة والإنتاج.
– التربية الاستهلاكية أيضا مرتبطة بمجال القيم والتي أعدها من التحديات التي تواجه التربية بشكل عام، وأنا أقصد هنا القيم بشكلها الكامل، بخصوص الاستهلاك نجد أنه مشكلة قد تكون عامة في مجتمعاتنا الخليجية بصورة أدق، فنلاحظ في الوقت الحاضر رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار إلا النمط الاستهلاكي لا زال شائعًا، وحتى لا نخرج الأمور من سياقها التاريخي نجد أن الاستهلاك ارتبط بحالة الرفاه والقفزات الاقتصادية التي بدأت في منطقة الخليج العربي منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، واستمرت حتى أصبحت نمطًا شائعًا في حياتنا بل إنها كرست سلوكيات سلبية مثل الإتكالية واللامسؤولية، وهذا يحتم على المعنيين بأمور التربية أخذها بالحسبان.



الانتقاد المتكرر للطفل والإمعان في إحباطه يجعل طريقه سريعًا للصمت الاختياري.
– الانتقاد المتكرر والإحباط من أهم العوامل المؤثرة بصورة سلبية في نفسية الطفل، لأنها نوع من الحصار الشديد له، مما يجعله يقوم بردود فعل مغايرة لما يتوقعه ولي الأمر، فقد يكون هناك عناد لا شعوري أو صمت اختياري وغيرها من الصور السلبية، ولو استمر هذا الحصار النفسي فسيؤثر ذلك حتمًا في تركيبته النفسية وسلوكه بشكل عام، وستكون هناك أنماط شخصية لا يمكن القبول بها مثل العدوانية أو الانهزامية، وقبل كل شيء عدم الثقة بالنفس.



العولمة تغزو حياتنا، والعالم قرية صغيرة، وأطفالنا لم يملكوا البوصلة.
– مشكلتنا مع العولمة أن موقفنا منها به نوع من التطرف، فهناك من يرحب بها بشكل قاطع بكل تجلياتها وقيمها وربطها بالتطور أو كأنها وسيلتنا الوحيدة للرقي، وهناك من يحاربها بشكل كبير وكل ما تحمله من مضامين، وحصرها في الجانب السياسي والاقتصادي، ولكن المنطق هو أن نقر بها وكيف نتعامل معها، لأنه من المحال العيش منعزلين عن العالم، وفي الوقت نفسه لا يمكن فقدان خصوصيتنا وهويتنا، وفي وسط هذه الصورة الضبابية يعيش أطفالنا ولم نمدهم بالمهارات الكافية للعيش في ظل تطور عالمي لا يمكن غض النظر عنه.



المعلم المؤدلج فكريًا، يؤذي تفكير الطفل ويوقف نموه العقلي.
– الإنسان المؤدلج عندما يستلم زمام بعض الأمور فهذه مشكلة خصوصًا عندما يرتبط بعمل له علاقة بالآخرين، هذا إذا تجاوزنا التنظيمات السياسية ودورها، وإذا كنا نتحفظ بها عن الإنسان بشكل عام فمن الطبيعي لا يمكن قبولها من المعلم، وهنا سينشط المنهج الخفي بصورته السلبية والتي تناقض المنهج الرسمي، كما أنه سيحاول جاهدًا استنساخ أفكاره عن طريق طلبة مشابهين لفكره، وهذا سيوقف نموهم العقلي ولن تتحقق أهداف التربية والمجتمع الذي يعمل في نظامها، وهذا لا يعني أننا نصادر عقول الآخرين، ولكن الوسط التربوي له طبيعته وخصوصيته لأنها قبل كل شيء مشروع وطني.



المرأة أكثر الكائنات عطاء وأقلها مكاسب.
– عطاء المرأة أرى أنه أهم ما يميزها، بل إن هذا العطاء المتواصل جعل الرجل أحيانًا يتنازل عن بعض من دوره، أما مسألة المكاسب فهي نسبية من مجتمع لآخر، ففي بعض المجتمعات حققت المرأة مكاسب كثيرة أعطتها قيمتها وحقوقها.



أكثر أسباب الانحراف السلوكي عند الأحداث..كثرة العقاب وشدته.
– الانحراف السلوكي له أسباب عديدة ومتشابكة، فقد يكون لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو أسرية وغيرها من العوامل، أما كثرة العقاب وشدته قد تدفع للانحراف ولكنني أتصور أنه لا يمكن جعله في مصاف العوامل الأخرى.



ليتعلم الطفل الاحترام والانضباط، علينا أن نحترمه ونعتذر إليه.
– من العوامل التي تساعد في تشكيل شخصية الطفل نظرتنا له ونظرته لذاته، وهذا يرتبط بنوع التواصل والحميمة التي تربطنا به، فإذا كان هناك احترام لشخصه وتقدير له ستكون ردة فعله بمستوى هذا الاحترام، ومن ثم يسهل عليه تعلم الاحترام والتقدير لأنه شعر به وأدرك قيمته.



لكي يكون الإنسان قادرًا على العطاء بكرامة، يجب أن يكون قادرًا على الاعتماد على نفسه.
– كرامة الإنسان تعتمد على عنصريين أساسيين: الأول احترام الآخر لكرامة الذي أمامه أو يتعامل معه، والثاني احترامه لكرامته نفسه، لذلك يقول المتنبي (من يهن يسهل الهوان عليه) وفي وسط هذه الصورة يكون العطاء الذي يستند قبل كل شيء إلى القدرة الذاتية للإنسان وثقته بنفسه، فإذا فقد الإنسان الكرامة وعدم الثقة بالنفس فلن يكون هناك عطاء بالصورة المقبولة.



كلمة »لا» من أروع الاكتشافات في مرحلة الطفولة!
– قول (لا) تعبر عن حالة رفض معينة، ففي الطفولة قد تعني عدم الانصياع أو رفض أمور معينة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، لذلك فهي ليست اكتشافًا بقدر ما هي تعبير عن عقل ونفسية الطفل في هذه المرحلة، كذلك تعكس مدى استجابته لما يجول في خاطره وما يعارض رغباته.



يقول «هيودبرون» هناك 152 طريقة لحمل الطفل الرضيع، وكلها صحيحة.
– المهم ليس بالطريقة ولكن في صحتها ودقتها وعدم إلحاقها الضرر بالطفل، وكلمة حمل الطفل هنا قد يقصد بها أمور كثيرة وليس الحمل بالمعنى الدقيق دائمًا، ولكن أيًا كانت الطريقة المهم الحفاظ على الطفل.



ينبغي أن يتحكم في تربية الطفل استعداده الفردي وقدراته وميوله وليس المنهج المفروض أو التكرار والحفظ.
– نجاح عملية التعلم لا تتم إلا وفق ميول وقدرات الطفل، لأنها من أساسيات أو شروط التعلم، أما إذا كان التعليم منفصلاً عن هذه المعطيات حتمًا لن يحدث بالصورة المرجوة، وتزداد المسألة صعوبة عندما يركز على المهارات الدنيا من التعلم ونقصد بذلك الحفظ والتذكر، لذلك ينبغي عند وضع المناهج أن تراعي هذه الجوانب.



حين نقرر أمرًا ما..،علينا الإصغاء إلى أنفسنا أولاً ونبدأ بعمل مانحب إرضاء لأنفسنا.
– فكرة الإصغاء للذات نادى بها الفيلسوف وعالم النفس الشهير إريك فروم، بل أكد عليها بشكل كبير، وبتصوري أن الإصغاء للذات نقطة مهمة لفهم الإنسان لذاته، فجهله بها سيفقده فهمه للآخر، ومن ثم ننطلق لتحقيق الأمور التي نرجوها لأننا كونا قاعدة معرفية خاصة بنا وبالآخر ومن ثم يسهل التعامل معها.



إن أسوأ ما يمنحه بعض المربين والمعلمين للأطفال هو إحباطهم والتقليل من قدراتهم بدلا من الثناء عليهم وتحفيزهم.
– التحفيز والثناء من أهم جوانب دعم التعلم الصحيح، والعكس صحيح تمامًا، فالإحباط والتقليل من شأن الطفل يوقف دافعيته للتعلم بل تجعله يحجم عن التعلم بشكل صحيح، لذلك يحب أن يراعي المربون هذه النقطة المهمة، لأن دورهم التحفيز والتشجيع وليس تكريس الإحباط.



«المبادرة» روح عظيمة تسكن النفس، وقد تموت حين تعاني من الإهمال.
– المبادرة نزعة روحية صرفة واستعداد نفسي وعقلي قبل كل شيء، فالإنسان الذي لديه المبادرة يكون أكثر قوة وصلابة وثقة بنفسه، ومن هنا يقول المتنبي (إذا غامرت في شرف مروم – فلا تقنع بما دون النجوم).



الحوار وسيلة اتصال وتفاهم ولكنها مفقودة بين المعلم والطالب،الآباء والأبناء...هناك حلقة مفقودة..!
– الحوار فن له قواعده وأصوله التي تعتمد على الفهم والإصغاء واحترام الرأي الآخر، بل إنه يعد من الشروط المهمة لقيام العلاقات الإنسانية على أسس متينة, ولكن مع الأسف غاب الحوار وفق هذا المفهوم وسادت ثقافة الاعتراض والصراخ وغيرها من الحوارات السلبية، وانعكس كل ذلك على الحوار بين المعلم والطالب وفي محيط الأسرة، ولاسيما وسط فوضى إعلامية فرضت لغة لا تليق بمستوى الثقافة بشكل عام ناهيك عن الثقافة التربوية لتؤصل ثقافة مغايرة تمامًا للحوار الهادف والجاد.



الأسر الخليجية بدأت بالتحول إلى أسر فندقية.
– قد يكون من الصعب جدًا القول بأن كل الأسر الخليجية تحولت إلى أسر فندقية، لأننا هنا نقرأ العبارة في أكثر من زاوية، فقد نعني بذلك مستوى الأسرة الاقتصادي الذي جعل كل وسائل الرخاء والترف متوافرة، وهذه أيضًا مسألة لا نأخذها على الإطلاق، وقد نقرؤها من حيث جو العلاقات الأسرية والذي غاب عنها التواصل فأصبح الأبناء مجرد ضيوف (أكل ونوم) كأنهم يعيشون في فنادق وليس بين أسرة، وبتصوري أن هذه المشكلة وفق هذا المنظور مشكلة قد تكون عربية عامة، وأصبح الأفراد مستهلكين أكثر من كونهم منتجين.



المدرسة الخليجية فقيرة في تعليم الطالب حقوقه وواجباته.
– تعليم الحقوق والواجبات جزء من التربية والتنشئة المدنية التي نجدها في المناهج العالمية والتي غابت عن بعض دول الخليج، وإن كنا في الكويت نعلم التنشئة المدنية في المرحلة الابتدائية والدستور وحقوق الإنسان في المرحلة الثانوية، ولكن نحتاج إلى تأصيلها في الخبرات التربوية اليومية بدلاً من التعامل معها كمادة معرفية فقط.



الثقافة الحقوقية ضائعة بين النظام السياسي ومؤسسات المجتمع المدني.
– الثقافة الحقوقية تتشكل من خلال جملة معطيات، أهمها سيادة مبدأ القانون والوعي المجتمعي بها والممارسة العملية لها، ولحساسية هذه الثقافة نجدها تضيع بين النظم السياسية المتمثلة بالسلطة السياسية وبين مؤسسات المجتمع المدني التي تنشأ خارج رحم السلطة السياسية, وبدلاً من أن يكون هناك تعاون وتناسق بينهما نجد ما يحدث العكس تمامًا، حيث الصراع والتنافس، وهذا أثر بشكل عام على الوعي السياسي والثقافة الحقوقية.



المؤسسات التعليمية الخليجية متأخرة عن الأنظمة التربوية العالمية التي تسعى لبناء الإنسان.
– بناء الإنسان مسؤولية مجتمعية تقوم بها نظم المجتمع كافة، لذلك لا يمكن حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي، لأن الإنسان صانع ومصنوع لثقافته من خلال تفاعل وتشارك النظم الاجتماعية، بل إنه من الجوانب السلبية التي نشعر بها حاليًا غياب الرؤية المستقبلية للإنسان الذي نريد، فالمفترض أن تكون هناك نظرة بعيدة المدى، كأن نقول بعد عشرين سنة نريد أن يكون المواطن أو الإنسان على نسق معين (جسميًا وروحيًا وفكريًا...) هنا نحدد دور كل الأنظمة الاجتماعية، فهناك السياسية والاقتصاد والتعليم والصحة والإعلام....، كل ما تم ذكره له دور معين حتى نحقق النظر المستقبلية المأمولة، أما حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي فهذا إجحاف للنظم الاجتماعية الأخرى، وتحميل النظام التعليمي فوق طاقته.



يكثر الحديث عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تزداد فيه الانتهاكات على إنسانيته.
– هذه الفكرة طرحتها في أكثر من مقال، وأكرر هنا أن التشريعات تطورت في شكلها وصياغتها وتدويلها، ولكن غاب مفهوم بناء الإنسان، في الوقت الذي نجد أن الإنسانية أصبحت مهددة بمفهومها العام، فالآلة والتطور التكنولوجي بدلاً من أن يسيطر عليها الإنسان سيطرت هي عليه، وأصبح يدور في فلكها، نعم هناك تشريع ومعاهدات وبروتوكولات ومواثيق، ولكن غاب مفهوم التأصيل والنظر للإنسان بصورته المجردة، حتى بعض الدول الأوروبية التي كانت تدعي احترامها لحقوق الإنسان نجدها تجاوزت حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان تحتاج إلى ثورة حقيقية لا مجرد شعارات، تبدأ من الإنسان ذاته ثم المجتمع وهكذا.
ولكن هناك نقطة لا يمكن أن نغفلها تتعلق بتسييس حقوق الإنسان، لأن السياسية والعلاقات الدولية والمحلية فرضت مفاهيم أثرت سلبًا على حقوق الإنسان، بل أثر ذلك على النظر إلى أهمية وترتيب حقوق الإنسان، فالدول الليبرالية كانت تركز على الحقوق السياسية والمدنية بعد�'ها حقوقًا لها الأسبقية، أما الدول التي كانت تنتهج الاشتراكية (سابقًا) كان التركيز على الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هنا نستنتج كيف طغت السياسية على مفهوم حقوق الإنسان إلى أن كان ظهور الجيل الثالث من حقوق الإنسان والذي أدخل مفاهيم وحقوقًا جديدة كالحق بالتنمية ووقت الفراغ وغيرها.


 
 توقيع : فهد محمد بن ناحل



رد مع اقتباس