منتديات بني سالم ومسروح

منتديات بني سالم ومسروح (http://www.j44j.net/vb/index.php)
-   القصص والروايات (http://www.j44j.net/vb/forumdisplay.php?f=427)
-   -   قصة نهار الأحمدي الحربي في حماية الوجه (http://www.j44j.net/vb/showthread.php?t=12433)

فهد محمد بن ناحل Mar-Wed-2012 10:28 AM

قصة نهار الأحمدي الحربي في حماية الوجه
 
قصة نهار الأحمدي الحربي في حماية الوجه (1)

هذه القصة أوردها فهد المارك في شيم العرب , وكان مما قال :


" قبل أن يوحد الجزيرة العربية المغفور له البطل عبدالعزيز آل سعود , كان لايستطيع أن يمشي بالصحراء إلا القوم الكثيرون الأقوياء بعدتهم الحربية , وإلا فيكون الماشي بها لقمة سائغة لعرب البادية , والذي يهون الأمر نسبيا هو أنهم لهم تقاليد عرفية كان فيها من المناعة ما يتقي بها عابر السبيل شر بعضهم ببعض .

مثال ذلك أن المسافر إذا شاء أن يذهب إلى جهة ما يتحتم عليه أن يأخذ شخصا من هؤلاء العرب الذين يمر على أرضهم , ويسمى هذا الشخص ( رفيق ) , فهم يعطونه من المال ما جرت العادة به .

وهذا ( الرفيق ) يتحتم عليه أن يحمي دماءهم وأموالهم ولا يستطيع أحد أن يمسهم بسوء , لاسيما إذا كان رفيقهم شجاعا قوي الشخصية , أو عميد أسرة , أو له إخوان وأبناء عم شجعان منيعو الجانب .

هذا ، وقد كان فريق من أهل نجد وهم من بلدة حائل أدوا فريضة الحج وزاروا المسجد النبوي - على ساكنه أفضل الصلاة والسلام - واستعدوا للعودة إلى أوطانهم , فأضطروا إلى أن يأخذوا معهم " رفيق " من بادية المدينة الذي هم قبيلة حرب .

فساقهم القدر إلى شخص يسمى " نهار الأحمدي " . فتم الأمر بينهم وبينه حسب التقاليد المرعية , وخرج القوم ورفيقهم من المدينة قاصدين أهلهم , وقبل أن تتوارى عن أعينهم جدران المدينة , هناك اصطدم القوم بـ " صالح الأحمدي " (2) شقيق رفيقهم " نهار " . فطلب صالح هذا من القوم أن يعطوه " حقته " , ومعنى ذلك أن له حقا واجبا على المسافر الذي يعبر هذه الأرض التي يقطنها . وهذا المبلغ حسب الاصطلاحات الجارية فيما بينهم أنه " حق " له , يأخذه منهم جبرا . ولكن على شرط ألا يكون معهم رفيق من قبيلة صالح هذا أو من عشيرته , أما إذا كان أحد من أولئك فلا يكون له حق , لوجود الرفيق الذي قد تعهد حمايتهم . أما وقد كان رفيق القوم نهارا أخا صالح الشقيق فأصبح ليس من واجبهم أن يدفعوا شيئا كما أنه ليس من حقه أن يطالبهم بشيء.


ولكن يظهر أنه شاء أن يتمرد على القوانين ويأخذ " حقته " كما يدعي من هؤلاء القوم سواء رضي أخوه أو لم يرض .

حاول نهار أن يقنع أخاه بالتي هي أحسن , مؤكدا له بأن هؤلاء القوم أصبحوا في جواره وبعهدته وضمانته , وأنهم لم يخرجوا من المدينة إلا بعد أن أعطاهم عهدا وثيقا , فعلى هذا الأساس لايمكنه إلا أن يفي بعهده ويحمي جواره مهما كلفه الأمر . بهذه العبارات الرقيقة كان رفيق القوم يلتمس رضى أخيه , ويحاول إقناعه . ولكن أخاه صالحا لم يقتنع .
هبَّ نهار مرة أخرى يلتمس رضى أخيه قاصدا إغاراءه بالمال , فقال له : " يا أخي إن كان يرضيك أن أعطيك كل ما أملك من المال وأهبه لك بما فيه هذا المبلغ الذي أخذته من القوم مقابل حفظي وحراستي لدمائهم وأموالهم , إن كان يرضيك ذلك فقد وهبتك إياه رغبة لارهبة , وذلك حرصا على ألا تسيء إلى رفاقي بالشيء الذي من شأنه يمس كرامتي ويخفر ذمتي " .
فأجاب الباغي بعنف وسخرية قائلا : " أنا لست بحاجة إلى أن تحسن إلي من مالك , أنا أغنى منك مالا ونفسا , وأنا إن طالبت بشيء فلا أطالب إلا بحقي الذي سآخذه رغم أنفك وأنف رفقائك ! " .

طفق نهار آخر الأمر يناشد أخاه بالله والرحم , فقال : " ناشدتك بالله والرحم على أن تخلي سبيل رفاقي ولاتحزني بين قومي بنقضك عهدي , وهتك لحرمة جواري " .
فلم تزد مناشدته هذه أخاه إلا تمردا وطغيانا . فابتلي نهار , وامتحن بمخاطبة هذا الشقي الذي عبر عن أمثاله المتنبي :
ومن البلية عذل من لايرعوي ... عن غيه , وخطاب من لايفهم
لقد رأى نهار أنه بذل شتى الوسائل وأنجع الأسباب المجدية التي تجعل أخاه يترك سبيل قومه , محاولا بذلك استثارة عاطفته واستفزاز شعوره , ولكنه لم يلن له قلب . إذن فستضطره حماقة أخيه أن يقبل نصيحة الشاعر القائل :
إذا كنت بين الحلم والجهل ناشئا ... وخيرت أنى شئت فالحلم أفضل
ولكن إذا أنصفت من ليس منصفا ... ولم يرض منك الحلم فالجهل أمثل

عند ذلك حذر نهار أخاه سوء عاقبة تمرده هذا بطريقة التلميح والإشارة . ولكن الباغي لم يردعه التحذير ولم يأبه له , لقد فرغ الآن صبر نهار وعمد إلى تنفيذ أمر كان يضمره في نفسه لحل المشكلة , ولكنه أمر ليس اليسير عليه تنفيذه وإنما الذي أرغمه على الإقدام عليه هو أخوه الطائش !

الآن خاطب نهار أخاه صالحا بالصراحة الجلية , فقال : " يا ابن أبي وأمي , إنه قد فرغ صبري وأنا أرجوك , ولاشك أنك ستجبرني على ارتكاب أحد أمرين : إما أن أتركك وشأنك لتنقض عهدي وتهتك حرمة جواري , وهذا شيء مستحيل عليك مادمت حيا سليما , الشيء الثاني أنك ستضطرني إلى قطع رحمي وبتر ساعدي الأيمن وتيتيم أبناء أخي , وهذا ليس من شيمتي احتماله ولكنه أهون الشرين عندي ! "
كان نهار يخاطب أخاه وهو – في تلك اللحظة – شاهر السلاح بوجه أخيه , وقد كانت رصاصة البندقية في بيت النار ولم يبق سوى التنفيذ . ومع هذا كله لم يرتدع أخوه بل هجم على القوم ليسلب منهم مالهم بالقوة , فلم يسع نهار إلا إطلاق الرصاصة التي خرقت رأس أخيه فخر ميتا . أما نهار فهب يواري جثمانه فورا , ثم واصل سيره مع رفاقه حاميا لجواره وفيا بعهده , حتى أوصلهم الجهة التي تم الاتفاق بينه وبين القوم أن يوصلهم إياها .
ثم عاد إلى أهله لم ينكث له عهدا ولم تخفر له ذمة (3) .

___

(1) نقلا عن كتاب : من شيم العرب , لفهد المارك , ط3 , ج1, ص 92 ومابعدها , ويذكر أنها وقعت سنة 1330هـ تقريبا .
(2)أفادني الشاعر غريب بن فهد بن ناحل الأحمدي , أن صالح ونهار من أبناء نهار الأحمدي , من ذرية مفضي بن ولمان الأحمدي .
(3)القصة مشهورة ( تعليق المارك )

منقول

سوف نضيف معلومات اكثر فيما بعد

ذيب نجد Mar-Tue-2012 11:27 PM

بيض الله وجهك الف شكر

نوف المزيونه Apr-Sun-2012 04:14 PM

مشكور على القصه


الساعة الآن 10:28 PM.

IPTEGY.COM® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Powered By iptegy.com.

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]