المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرامكو .. جنة الزائرين .. نار الساكنين (التعليق مفتوح)


فهد محمد بن ناحل
Aug-Mon-2010, 11:12 PM
عبدالله العمري
https://www2.aramco.com/owa/attachment.ashx?id=RgAAAAC1HxSKcmzVEYTbACBIQApGBwB LYXzdDeHSEYR%2fAAD2WSNKAAABTjzmAACNEByMFdRwTbDhxeL 7DQBPAAMPz%2fQYAAAJ&attcnt=1&attid0=EABjC8UnYyvcQYbSPgbNjt%2fs

ماشاء الله ولدكم في أرامكو!! والله يا أبو سعود إني حينما زرتها اعتقدت أني في أمريكا أو لندن. جملة قالها العم صالح لصديقه أبوسعود وهو يمضغ حروفها بصوت عال, تبعثرت كلماتها في فمه وخرجت بترددات متعرجة وكأن ضفدعا عجوزا أحول كان يقفز في حلقومه وهو ينطقها, أو كأني به يعتقد أن ابن صديقه يذهب إلى عمله بالبشت لتستقبله أربع حسناوات عند باب مكتبه يبخرن الممرات ويحضرن له الصحف ويعملن طوال الوقت على راحته ورفاهيته. فكرة العم صالح عن أرامكو, بناها على زيارة قصيرة بدأت عند بوابة الشركة وانتهت عند مركزها الطبي .
- أرامكو السعودية شأنها شأن كبرى الشركات العالمية, تحرص على تقديم نفسها في أبهى حلة من خلال الاهتمام بمرافقها وكوادرها العاملة وفقا لنظريات التسويق المتعارف عليها, ولو دخلنا إلى أي بنك من البنوك هذه الأيام فستجد أنه أقرب إلى فندق في تصميمه من كونه بنكا فكيف بأكبر شركات العالم النفطية؟! .!!
- لا ألوم العم صالح, فأرامكو بالفعل جنة للناظرين من الخارج, ومن لم يسبر أغوار هذه المباني الجميلة ويعيش يوما داخلها لا يمكنه إلا أن يتصور مجموعة من الناس تقضي أوقاتا جميلة وتتجاذب أطراف الحوار وهي تستمع إلى موسيقى كلاسيكية هادئة.
- لم تكن أرامكو السعودية لتضع نفسها في هذه المكانة العالمية اعتمادا على مبانيها الجميلة أو شوارعها النظيفة فقط, فهي وإن كانت حديقة غناء من الخارج فداخلها لوحة إبداع تكاملي, ألوانها استمطرها التاريخ من عرق المخلصين من أبناء هذا الوطن والمنتشرين في بحاره وصحاريه الملتهبة, يضيفون كل يوم وكل دقيقة إنجازا يزيد اللوحة جمالا. لوحة لا مكان فيها لتوقيع واحد فالكل يرسمها والكل حقوق الطبع والرسم محفوظة له وتوقيعه يضعه أينما يشاء .
-الأسبوع الماضي كنا نتابع نهائي كأس العالم بينما كان الموظف خالد يعمل على الحفر في موقع عمله في بئر نفطي بالصحراء, يتصبب عرقا تحت لهيب الشمس الحارقة ويطفئ لظاها تفانيه في إتقان عمله.
- في الأعياد تحصل المملكة كاملة على إجازة رسمية, بينما تجد آلاف الأرامكويين يحتفلون بأعيادهم في المصافي وخلف المضخات والآبار وفي البحار بعيدا عن أهلهم وذويهم, يعملون ليل نهار دون كلل أو ملل , لا يلبسون الجديد من الثياب غير أنهم يعشقون قطرات الزيت التي تتصبب على ملابسهم, فكل دقيقة يعطونها وكل جهد يبذلونه يضيف لبنة تدعم اقتصاد الوطن وتعزز من مكانته, الأمر الذي يعد العيد الأكبر لديهم والفرحة التي لا توازيها فرحة.
- في البحار رجال يعبرون المحيطات, يصارعون أمواجها ويصارعون ألم البعد عن أبنائهم لأشهر, غير أن هؤلاء هم النخبة التي تعي أن المجد لا يبنى إلا على سواعد الرجال المخلصين.
- السلامة في أرامكو سلوك وممارسة , ولا غرابة في ذلك فسجلها الحافل بملايين الساعات دون حوادث يبرهن جودة التأهيل والتطبيق كما أنه يثبت قيمة الإنسان في أرامكو السعودية, ومع هذا فهي تملك كوادر إنقاذ وإطفاء تضاهي نظيراتها في الدول المتقدمة وقد أثبتت التجارب أن هؤلاء الرجال قادرون على السيطرة على أي حادث أو حريق وحين يستجيبون لواقعة ما فستبهرك سيمفونية الإبداع التي يعزفونها في الطوارئ, بل سيخيل لك أن ترى فيلما بمخرج وسيناريو مكتوب , ولكنهم يعون تماما أن مشاهد هذا الفيلم تصور مرة واحدة ولا مجال للإعادة وعلى هذا الأساس يتم تدريبهم وتأهليهم.
- على بوابات الشركة وداخل مرافقها تجد رجالا لا يهابون الموت, مستيقظين ليل نهار يعملون في الصيف كأنه شتاء غير آبهين بحرارته, فأمن الشركة وأمن أرواحهم صنوان لايفترقان, وإن أراد حاقد ما أو مخرب تجاوزهم فالقاعدة عندهم سر على جثث الفرسان إن أردت سلب رجولتهم.
- في الخارج قدم موظفو أرامكو للعالم كافة صورة الإنسان السعودي في أجمل حلة, من خلال مشاركاتهم في المؤتمرات والأحداث الاقتصادية العالمية, فالأرامكويون لا يغادرون مواقعهم حتى يتركوا أثرا إيجابيا يحدث البعض به نفسه لسنوات.
- لايمكنني الحديث أكثر عن أرامكو ورجالها لضيق المساحة ولكن إن كانت مباني أرامكو جميلة لعين الزائر وتلمع كذهب يضرب محاجر العيون, فاعلموا أن الذهب الحقيقي يعيش في قلوب كوادرها من الرجال والنساء.